رحل عن عالمنا اليوم الخميس، أستاذ اللاهوت جورج حبيب بباوي، المدرس السابق بالكلية الإكليريكية، وأحد أبرز الأسماء إثارة للجدل في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وبعد رحلة صدامات بدأت قبل أكثر من 4 عقود، وانتهت بعزله من الكنيسة في العام 2007، غادر على إثرها إلى الولايات المتحدة وظل هناك حتى توفي اليوم.
واتهمت الكنيسة “بباوي”، بنشر تعاليم مخالفة لتعاليم الكنيسة، وحرمته من التدريس في الكلية الإكليريكية، فيما بادلهم الاتهامات بوصفه قادة الكنيسة بأنهم “لا يعرفون الإيمان”، ومنذ ذلك الحين بقي “بباوي” بعيدا عن الأوساط الكنسية، حتى بزر اسمه مجددا العام الماضي، عندما تسببت موافقة غير معلنة من البابا تواضروس الثاني على مناولته -أحد أسرار الكنيسة- في جدل جديد.
بباوي من مقرب من البابا إلى الفصل
كان جورج حبيب بباوي، مقربًا من البابا شنودة الثالث، قبل اعتلاء الأخير كرسي الباباوية، لكن أفكار بباوي، تسببت بنهاية المطاف في تجريده وفصله من الكنيسة، وكانت البداية عام 1978 عندما منعه أسقف البحث العلمي الراحل الأنبا غريغوريوس، من تدريس اللاهوت والاكتفاء بتدريس اللغة الإنجليزية فقط، ولاحقًا في العام 1983 حُرم من التدريس في الكلية الإكليريكية بالقاهرة وفروعها بسبب “تعليمه الخاطئ”، وامتداحه حركة الإصلاح البروتستانتية ووصف أفكار مارتن لوثر وجون كلفن، بأنها “تنويرية وعودة لتعاليم الآباء”.
وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير في علاقته بالكنيسة، مقالا نشرته مجلة روز اليوسف بعنوان “ تكفير البابا شنودة” كان جزءًا من كتاب لبباوي، يرد فيه على أفكار للبابا شنودة الثالث، بابا الكنيسة الأرثوذكسية في ذلك الحين، ووصفه فيه بـ”البابا الهرطوقي” واتهمه بالوقوع في أفكار بدعية ومخالفة لأفكار الكنيسة.
وتسبب ذلك المقال في موجة غضب بين رجال الكنيسة، عُقد على إثرها اجتماع طارئ للمجمع المقدس في فبراير 2007، لبحث أمر بباوي، وانتهى الاجتماع باعتباره مفصولا عن الكنيسة، وكان من بين الموقعين على ذلك البيان البابا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة الحالي، وكان وقتئذ أسقفا عاما.
وكانت أحد جوانب صدام الراحل مع الكنيسة، نشره كتابات ونسبها لرهبان من قرون مضت، دون دليل، بالإضافة إلى نشره قصصا عن البابا كيرلس السادس في كتاب من جزئين، إلا أنه وُجه بعاصفة من الانتقادات والتكذيب باعتبار أنها تخالف منهجه، إلا أنه رد على ذلك بأنه رافق البابا كيرلس 3 سنوات قبل تولي الأخير للباباوية.
الكنيسة تحذر من كتاباته مجددا
وفي العام 2015 حذرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مجددًا من “كتابات منتشرة” منسوبة للبابا كيرلس السادس، دون تسمية الكاتب أو مصدرها.
وكذب المجمع المقدس للكنيسة، بعد اجتماعه في مايو 2015، “ادعاءات” منسوبة للبابا كيرلس، قائلا إنها “يستحيل أن يقولها أو يشرحها أو يوافق عليها البابا القديس الراحل”، محذرا من هذه الكتابات، وأكد منع توزيعها في مكتبات الكنيسة وأديرتها.
تجدد الجدل بسبب التناول المقدس
وفي العام الماضي، برز اسم جورج حبيب بباوي، مجددا بعد الحديث عن موافقة البابا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة، على مناولة الدكتور جورج، من الأسرار المقدسة، وتكليفه أسقف أنديانا ومتشيجن وأوهايو في الولايات المتحدة، لمناولة بباوي.
وخرج بباوي، للرد على موجة الهجوم بعد هذا القرار، قائلًا إنه “دُهش للعاصفة الإعلامية التي أهاجها البعض بخصوص تناوله من الأسرار الإلهية دون سبب معقول”، معربا عن شكره للبابا تواضروس الثاني، واعتذر له عن تسببه في تعرضه للهجوم، واصفا المنتقدين بـ”الشر”.
وتابع في بيانه: “أؤكد أن كل الفرقاء لهم نفس الإيمان وذات العقيدة، وهو ما سبق وأن كتبته بيدي عدة مرات”، مستطردا: “إيمان الأب متى المسكين هو ذات إيمان البابا شنودة الثالث، وهو هو ذات إيماني أنا أيضًا. فإذا اختلف الشرح أو التأويل، فإن الحكم بالهرطقة لا يجب أن يصدر إلا بعد محاكمة يتاح فيها للمتهم أن يدافع عن نفسه، ذلك هو قانون الكنيسة”.
واختمم بيانه آنذاك، بقوله إن ما يطلبه هو “سلام وهدوء الكنيسة”، وطالب الجميع بـ”مراعاة سلام الكنيسة”، وبانحسار “هذه العاصفة الهوجاء، فلا يفيد منها شيطان الانقسام”.
ورحل بباوي، اليوم، مخلفا موجة جديدة من الجدل بشأنه الصلاة عليه وهل لادت إليه الكنيسة اعتباره أم أنه مازال معزولا منها.
قصة شهيد احتضن انتحاريًّا لينقذ البابا والكنيسة
رحل عن عالمنا اليوم الخميس، أستاذ اللاهوت جورج حبيب بباوي، المدرس السابق بالكلية الإكليريكية، وأحد أبرز الأسماء إثارة للجدل في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وبعد رحلة صدامات بدأت قبل أكثر من 4 عقود، وانتهت بعزله من الكنيسة في العام 2007، غادر على إثرها إلى الولايات المتحدة وظل هناك حتى توفي اليوم.
واتهمت الكنيسة “بباوي”، بنشر تعاليم مخالفة لتعاليم الكنيسة، وحرمته من التدريس في الكلية الإكليريكية، فيما بادلهم الاتهامات بوصفه قادة الكنيسة بأنهم “لا يعرفون الإيمان”، ومنذ ذلك الحين بقي “بباوي” بعيدا عن الأوساط الكنسية، حتى بزر اسمه مجددا العام الماضي، عندما تسببت موافقة غير معلنة من البابا تواضروس الثاني على مناولته -أحد أسرار الكنيسة- في جدل جديد.
بباوي من مقرب من البابا إلى الفصل
كان جورج حبيب بباوي، مقربًا من البابا شنودة الثالث، قبل اعتلاء الأخير كرسي الباباوية، لكن أفكار بباوي، تسببت بنهاية المطاف في تجريده وفصله من الكنيسة، وكانت البداية عام 1978 عندما منعه أسقف البحث العلمي الراحل الأنبا غريغوريوس، من تدريس اللاهوت والاكتفاء بتدريس اللغة الإنجليزية فقط، ولاحقًا في العام 1983 حُرم من التدريس في الكلية الإكليريكية بالقاهرة وفروعها بسبب “تعليمه الخاطئ”، وامتداحه حركة الإصلاح البروتستانتية ووصف أفكار مارتن لوثر وجون كلفن، بأنها “تنويرية وعودة لتعاليم الآباء”.
وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير في علاقته بالكنيسة، مقالا نشرته مجلة روز اليوسف بعنوان “ تكفير البابا شنودة” كان جزءًا من كتاب لبباوي، يرد فيه على أفكار للبابا شنودة الثالث، بابا الكنيسة الأرثوذكسية في ذلك الحين، ووصفه فيه بـ”البابا الهرطوقي” واتهمه بالوقوع في أفكار بدعية ومخالفة لأفكار الكنيسة.
وتسبب ذلك المقال في موجة غضب بين رجال الكنيسة، عُقد على إثرها اجتماع طارئ للمجمع المقدس في فبراير 2007، لبحث أمر بباوي، وانتهى الاجتماع باعتباره مفصولا عن الكنيسة، وكان من بين الموقعين على ذلك البيان البابا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة الحالي، وكان وقتئذ أسقفا عاما.
وكانت أحد جوانب صدام الراحل مع الكنيسة، نشره كتابات ونسبها لرهبان من قرون مضت، دون دليل، بالإضافة إلى نشره قصصا عن البابا كيرلس السادس في كتاب من جزئين، إلا أنه وُجه بعاصفة من الانتقادات والتكذيب باعتبار أنها تخالف منهجه، إلا أنه رد على ذلك بأنه رافق البابا كيرلس 3 سنوات قبل تولي الأخير للباباوية.
الكنيسة تحذر من كتاباته مجددا
وفي العام 2015 حذرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مجددًا من “كتابات منتشرة” منسوبة للبابا كيرلس السادس، دون تسمية الكاتب أو مصدرها.
وكذب المجمع المقدس للكنيسة، بعد اجتماعه في مايو 2015، “ادعاءات” منسوبة للبابا كيرلس، قائلا إنها “يستحيل أن يقولها أو يشرحها أو يوافق عليها البابا القديس الراحل”، محذرا من هذه الكتابات، وأكد منع توزيعها في مكتبات الكنيسة وأديرتها.
تجدد الجدل بسبب التناول المقدس
وفي العام الماضي، برز اسم جورج حبيب بباوي، مجددا بعد الحديث عن موافقة البابا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة، على مناولة الدكتور جورج، من الأسرار المقدسة، وتكليفه أسقف أنديانا ومتشيجن وأوهايو في الولايات المتحدة، لمناولة بباوي.
وخرج بباوي، للرد على موجة الهجوم بعد هذا القرار، قائلًا إنه “دُهش للعاصفة الإعلامية التي أهاجها البعض بخصوص تناوله من الأسرار الإلهية دون سبب معقول”، معربا عن شكره للبابا تواضروس الثاني، واعتذر له عن تسببه في تعرضه للهجوم، واصفا المنتقدين بـ”الشر”.
وتابع في بيانه: “أؤكد أن كل الفرقاء لهم نفس الإيمان وذات العقيدة، وهو ما سبق وأن كتبته بيدي عدة مرات”، مستطردا: “إيمان الأب متى المسكين هو ذات إيمان البابا شنودة الثالث، وهو هو ذات إيماني أنا أيضًا. فإذا اختلف الشرح أو التأويل، فإن الحكم بالهرطقة لا يجب أن يصدر إلا بعد محاكمة يتاح فيها للمتهم أن يدافع عن نفسه، ذلك هو قانون الكنيسة”.
واختمم بيانه آنذاك، بقوله إن ما يطلبه هو “سلام وهدوء الكنيسة”، وطالب الجميع بـ”مراعاة سلام الكنيسة”، وبانحسار “هذه العاصفة الهوجاء، فلا يفيد منها شيطان الانقسام”.
ورحل بباوي، اليوم، مخلفا موجة جديدة من الجدل بشأنه الصلاة عليه وهل لادت إليه الكنيسة اعتباره أم أنه مازال معزولا منها.
قصة شهيد احتضن انتحاريًّا لينقذ البابا والكنيسة
التعليقات